بريطانيا: توقعات بنتائج 'تاريخية' لصالح حزب العمال في الانتخابات
يتوجه الناخبون في بريطانيا اليوم الخميس للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، والاختيار من بين 4 آلاف و515 مرشحاً، وسط توقعات بتحقيق حزب العمال المعارض فوزاً كبيراً بعد 14 عاماً من سيطرة المحافظين على الحكم وفي مواجهة أسوأ نتيجة في تاريخهم، حوّل المحافظون تركيزهم إلى الحد من الأضرار، وقالوا إنهم بحاجة للفوز بعدد من مقاعد البرلمان توفر معارضة فعالة لأي حكومة عمالية.
وبذل القادة السياسيون في بريطانيا جهودا محمومة لحشد الأصوات في وقت متأخر الأربعاء في الساعات الأخيرة قبل انتهاء الحملات الانتخابية وانطلاق الانتخابات التي يتوقع أن تأتي بحكومة من حزب العمال بعد 14 عاما من حكم المحافظين.
وشدد رئيس الوزراء ريشي سوناك في خطاب ختامي أمام أنصاره على أن المنافسة "لم تنته بعد"، رغم إقراره بأنه المرشح الأضعف. وجاء ذلك بعد ساعات من موجة استطلاعات أخيرة أظهرت أن حزب المحافظين الحاكم في طريقه لتلقي هزيمة قياسية أمام حزب العمال.
وعشية الانتخابات تلقى المحافظون ضربة قوية أخرى مع إعلان صحيفة ''ذا صن'' المعروفة بتأييدها للفائزين، دعمها لكير ستارمر.
وبعد ستة أسابيع من الحملات و14 عامًا من حكم المحافظين الذي شهد تعاقب خمسة رؤساء وزراء بينهم أربعة اضطروا للاستقالة، من المتوقع أن تصوت البلاد الخميس لصالح يسار الوسط وأن توصل ستارمر إلى داونينغ ستريت.
والأربعاء، كتبت صحيفة "ذا صن" المملوكة لأسرة الملياردير الأسترالي الأميركي روبرت مردوخ "حان وقت التغيير، حان وقت حزب العمّال".
وعلى الرغم من افتتاحياتها التي تميل نحو اليمين، كان من الصعب على الصحيفة الشعبية أن تفوّت تغيير الحقبة الوشيك والهزيمة المعلنة للمحافظين الذين يرأسهم ريشي سوناك.
وحتى الإطلالة المفاجئة لرئيس الوزراء السابق بوريس جونسون خلال تجمع انتخابي للمحافظين مساء الثلاثاء في لندن، يبدو أنها لن تُحدث فرقًا.
وجونسون الذي لا تربطه علاقات جيدة مع رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك بقي حتى الآن بعيدا من الحملة وظهوره الثلاثاء شكّل مفاجأة.
وبعد سنوات صعبة عاش خلالها البريطانيون تجربة خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي وأزمة اقتصادية واجتماعية وانتشار كوفيد-19 وفضائح وعدم استقرار سياسي مع تعاقب ثلاثة رؤساء وزراء محافظين عام 2022 وخمسة منذ عام 2010، يتطلّع الناخبون إلى أمر واحد فقط، هو التغيير.
لا تسود أجواء تفاؤل أو أمل مفرط، لكنّ البريطانيين على استعداد لمنح فرصة لكير ستارمر زعيم حزب العمال المتقشف وغير المعروف كثيرًا والبالغ 61 عامًا. وستارمر محام سابق مدافع عن حقوق الانسان شغل منصب المدعي العام قبل أن يُنتخب نائبًا قبل تسع سنوات.
ويفترض أن يصبح رئيسًا للوزراء لأن هذا المنصب يتولاه عادة رئيس الحزب السياسي الذي يحصل على غالبية المقاعد في الانتخابات التشريعية.
ولا يتمتع كير ستارمر بشخصية كاريزمية ولا يحظى بشعبية كبيرة. وهو تحرك بحذر وحافظ حتى على الغموض خلال الحملة الانتخابية، حرصًا منه على الحفاظ على تقدم حزبه بفارق 20 نقطة على المحافظين، أما وعوده فبقيت محدودة، وحذّر من أنّ حزب العمال لا يملك "عصا سحرية".
لكن هذا الرجل الآتي من طبقة متواضعة إذ عمل والده في مصنع للأدوات ووالدته في التمريض، يتحدث عن النزاهة والأمانة في السياسة ولطالما ردّد "البلاد أولا، ثم الحزب".
وبين مصادر القلق الرئيسية للناخبين، الاقتصاد وتدهور خدمة الصحة العامة والهجرة.
(أ ف ب)